آخر الأخبارمقالات
لا تقتلوا في شعبنا الأمل

الكاتب: ماجد حسن
سؤال يطرح نفسه: لماذا كلما تلوح بارقة أمل في المصالحة وتوحيد الصف، تزداد وتيرة الاعتقالات السياسية في الضفة، وتزداد شراسة التعذيب لهؤلاء المعتقلين! ومن المستفيد من مثل هذه الممارسات؟!
وهل المستوى الفلسطيني الرسمي على علم ودراية بما يجري في اقبية التحقيق من تعذيب نفسي وجسدي لهؤلاء المعتقلين؟! واذا كان على علم بذلك فهل تستقيم هذه الأفعال مع الخطاب الإعلامي للسلطة في هذه المرحلة والتي تدعو إلى توحيد الصف من أجل مواجهة صفقة القرن؟! وإذا كان لا يعلم بذلك فالسؤال الذي يترتب على ذلك، من هو الذي يتخذ قرار الاعتقالات والتعذيب لهؤلاء المعتقلين؟!
يا قوم.. اتقو الله في أبناء شعبكم، لا تقتلوا بارقة الأمل التي لاحت في الأفق بتوحيد الصف وتجاوز مأسي الانقسام!
يا قوم.. الخطب الذي يواجه شعبنا خطب خطير وخطير كبير.
خطر وجودي يستهدف الكل الفلسطيني ويستهدف الشعب الفلسطيني برمته قضية وشعب، يستهدف انهاء شيء اسمه قضية فلسطينية و يهدف إلى تحويل أبناء الشعب الفلسطيني إلى مجموعة من العبيد عند الصهاينة.
هذا كله يستوجب التسامي عن كل الاحقاد الدفينة والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يمس وحدة الشعب ووحدة موقفه، ومطلوب من الكل الفلسطيني وعلى وجه الخصوص السلطة وأجهزتها الأمنية أن تعطي الناس الأمل بشيء اسمه مصالحة ووحدة وطنية وأن لا تعمل بممارساتها على الأرض على قتل مثل هذا الأمل.
مطلوب من الأحرار والشرفاء في هذا الوطن ومن كل المشارب السياسية والفكرية أن يرفعوا صوتهم عاليًا لإدانة مثل هذه الممارسات، وأن يطلبوا من المستوى الرسمي أن يوقف فورا ظاهرة الاعتقال السياسي، وأن يكون شعار المرحلة هو: وحدة الصف ووحدة الموقف والعمل المشترك، والتسامي على الجراح، وتوجيه البوصلة نحو مقاومة المحتل، والمحتل فقط…